ساسة لبنان والعرب وتساقط اوراق التوت

عدد الرسائل : 22 تاريخ التسجيل : 03/05/2008

ساسة لبنان والعرب وتساقط اوراق التوت

في خضم الوضع الملتهب الذي يعيشه لبنان اليوم، خرج علينا سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل ونجل رئيس الوزراء الراحل بتصريحات غير موفقة بالمرة ادلى بها الى محطات تلفزيون اجنبية، وقال فيها ان المهم الآن وقف اطلاق النار في لبنان ثم بعد ذلك نحاسب المسؤول عن هذه الأزمة، ملمحاً ضمنياً الى المقاومة الاسلامية بزعامة حزب الله .

فالحريري لا يستطيع محاسبة حزب الله لانه وببساطة غير قادر على هذه المهمة، بل وغير مؤهل لها. فالجيش اللبناني لا يتبع للحكومة، وانما للرئيس اميل لحود الذي يعتبر من اشد حلفاء المقاومة الاسلامية، وابرز المؤيدين للعمليات الرامية الى اسر جنود اسرائيليين لاستخدامهم كورقة ضغط للافراج عن الاسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال.

واذا ما جمعنا هذه التصريحات مع تصريحات اخرى انتقد فيها سورية لعدم فتحها لجبهة الجولان، واستخدامها لبنان كساحة مواجهة لمحاربة اسرائيل، نجد ان هذه التصريحات يصعب ان تكون من بنات افكار السيد سعد الحريري -الذي لم تكن له اية علاقة بالسياسة الى وقت قريب-، خصوصا وان مثل هذه التصريحات لها اصل في اوساط الكثير من والساسة والعامة من اللبنانيين المعارضين للمقاومة ولسورية في الوقت نفسه.

لقد باتت هذه الانتقادات العمود الفقري لكل تصريحات ومقابلات السيد الحريري في اجهزة الاعلام العربية والعالمية، وهي تأتي متناغمة "تماما" مع تصريحات النظام السعودي بخصوص الاحداث من جهة، وتصريحات رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من جهة اخرى والتي طالب في احدثها بمساعدة "دولية" لنزع سلاح حزب الله، نعم سلاح حزب الله وليس سلاح كيان يهود!!

ساسة لبنان، لطالما ارتبطوا وما يزالون بهذه الجهة او تلك من دول الغرب، تحديدا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا (المستعمر القديم)، ولطالما ارتبطت افعالهم وتصريحاتهم "بارادات" هذه الدول وصراعها "الخفي" للسيطرة على مقاليد الامور في لبنان..

وفي مثل هذا الظرف العصيب الذي يمر فيه لبنان، فإن تحميل سورية مسؤولية العدوان الاسرائيلي بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وتركيز الهجوم عليها بالذات، بدلاً من التركيز على العدوان الاسرائيلي (الذي دمر البلد بكامله، وتسبب حتى الآن في مقتل اكثر من ثلاثمئة شخص من المدنيين الابرياء)، لايمكن ان ينظر اليه الا على انه اشارة على اتباطات هؤلاء الساسة وتنفيذهم "لاملاءات" خارجية تفرضها مصالح من ارتبطوا معهم بالولاء، ونقصد هنا الولايات المتحدة الامريكية التي اوضح رئيسها الاحمق –في غفلة منه او انتباهة- قبل ايام بأن الضغط يجب ان يتركز على سوريا كون مفاتيح حزب الله بيدها.

مواقف وتصريحات الساسة اللبنانيين من معسكر الحريري مضافا اليها تصريحات ومواقف مثلث العمالة الامريكية السعودية-مصر-الاردن، استغلتها الدولة العبرية وبشكل بشع لتبرير عدوانها الحالي على لبنان، وخدمة مخططاتها فيه. فالصحافة العبرية احتفت باقوال المتحدث الرسمي السعودي الذي حمّل حزب الله مسؤولية الأزمة الحالية، ونفى عنه صفة المقاومة، واتهمه بطريقة غير مباشرة بتنفيذ اجندات ايرانية في لبنان.

أمام هذا كله، لايملك المرء ولا بحال من الاحوال الا ان يتقزز من حال الوضاعة والذلة العلنية الذي وصل اليه هؤلاء في استجدائهم لرضا الاسياد، وتسابقهم في اطلاق تصريحات لم يقل بها اسيادهم انفسهم. انتقاد سورية و مهاجمة حزب الله ، علاوة على كونه حرف الانظار عن الجرائم الاسرائيلية، فقد كشف عورات هؤلاء العبيد امام الامة وفضحت تواطئهم مع العدوان الاسرائيلي.

وهكذا فلم يعد هناك من عذر للسكوت عن هؤلاء، والقبول ببقائهم "حكاما مفترضين ومفروضين" على المسلمين، لذلك فالعمل على ازاحتهم عن كراسيهم واجب، وهو اول الطريق باتجاه توحيد صف الامة خلف امام يعيد اليها عزتها ومجدها.

مشكور أستاذي الوليد

يعطيك الف عافيه
نتمنى أن يأتي الفرج لجميع المسلمين