يستذكر الفلسطينيون اليوم الخميس، الخامس عشر من شهر ايار، ذكرى مرور 60 عاما على النكبة، ستون عاماً خلت على الرحيل والتهجير والتدمير، والحال هو الحال، والنكبة تتلوها نكسات وهفوات ونكبات جديدة...
وها نحن نحيي الذكرى الستين للنكبة على ارض فلسطين التاريخية، في الشتات والعالم، في حين أن اسرائيل تستقبل بحفاوة الرئيس الامريكي، وسط الافراح، ونحن مع الذكريات والآلام والحنين، وعنواننا: لا، لم ننسى، ولن ننسى.
60عاماً مرت على عذابات فلسطين والشعار واحد لا يتغير "سنعود يوماً" الى حيفا، يافا، عكا، صفد، بيسان... وسترجع القدس الى اهلها.
منذ 60عاماً، تآمرت بريطانيا والمجتمع الدولي لتسليم فلسطين الى حفنة من اليهود. وُضعت الخطة لانسحاب مفاجئ بحجة انهاء انتدابها للأراضي الفلسطينية وتسليم السلطة للأمم المتحدة لينقضَّ، في هذا الفراغ الحاصل، اليهود عليها وهم المجهّـزين والمتحضرين لهذا اليوم منذ اطلاق "وعد بلفور" عام 1917، فكانت المداهمات للأحياء العربية وارتكاب المجازر وتهجير وتشريد أكثر من 400 ألف مواطن فلسطيني.
بدأت العمليات الوحشية بسلسلة هجمات ارهابية في نيسان 1948، كان اهمها معركة القسطل ثم مجزرة دير ياسين، وهي قرية تبعد حوالي 6 كيلومترات عن القدس، حيث دخلتها العصابات اليهودية وجزرت بأهلها من نسوة وشيوخ واطفال فسقط في ذاك اليوم 254 شهيداً، فمجزرة قالوينا (14 شهيداً)، اللجون (13 شهيداً)، ناصر الدين (50 شهيداً)، طبرية (14 شهيداً)، حيفا (100 شهيد)، عين الزيتون (70 شهيداً)، صفد (70 شهيداً)، أبو شوشة (60 شهيداً)، مذبحة بيت دراس (260 شهيداً)، الطنطورة (200 شهيداً)، اللد (426 شهيداً)، الصفصاف (52 شهيداً)، الرملة، ام الشوف، المجدل، مجد الكروم، جمزو...
وفي 14 أيار 1948، تم اعلان قيام الكيان الصهيوني ("اسرائيل")، واعترف هاري ترومان رئيس الولايات المتحدة آنذاك به، ليغدو في ساعات بعدها صاحب شرعية، وليهوده الحق باستباحة حرمة المقدسات واغتصاب الأرض، ومحاربة شعب هو من أعرق الشعوب في عقر داره، وليتوسع على حساب الدول المحيطة مشكلاً أعظم خطر عليها.
واليوم تمر الفاجعة ثقيلة، ونتساءل: كيف استطاع المحتل التفريق بيننا وايهامنا ان مصلحتنا ليست واحدة؟
كيف بات الحل السلمي هو سيد المطالب، وهل اتت بفائدة كل تلك المساومات التي قامت بها الدول العربية؟
على العكس، فالعدو هو من يرفض كل ما يقدمونه من خطط للسلام ومن مبادرات وخرائط للطرقات، وينتهك كل عرف واتفاق يومياً.
والمفاجأة الكبرى هي طرح وزراء الخارجية العرب لمبادرة حل وضع اللاجئين الفلسطنيين على اساس التعويضات دون ان يكون للفلسطيني المهجر رأي في كل ما يدور، هذا دون نسيان الاقتتال الداخلي الفلسطيني الذي يعطي الفرصة للعدو بنهش الأرض وقضمها قطعة قطعة دون رحمة. ألم يستوقفهم المشهد ليعترفوا بالحقيقة بأن لا شيء لديهم، لا سلطة ولا سيادة ولا اقتصاد، وهم يقتتلون على اللاشيء ولا سبيل لاسترجاع حقوقهم وارضهم ودمهم المهدور الا بمقاومة الاحتلال موحدوين ليسيروا واثقين الى النصر؟!
ضمن هذا المشهد، يلفتك مشهد أطفال فلسطين يضربون المحتل بحجر، يساندهم اطفال المخيمات بحلم العودة الى فلسطين بلادهم، يرفعون الصوت جيلاً بعد جيل معلنين انهم لن يتخلوا عما هو حق لهم ولو طال الظلم، وسيغدون ابطال المستقبل ويعيدوا ما اغتصب.
ويبقى ان نقول باننا
عائدون بإذن الله
فماذا تقولون انتم ؟
بكلمة او بصورة ...
__________________
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء حديث شريف